* نص الاستشارة:
شخص في مقتبل العمر يعاني من الخجل الشديد الذي يمنعه من ممارسة العلاقات العادية مع الآخرين في العمل، وفي المناسبات الإجتماعية عموماً، هل هناك علاج في الدين لهذه المشكلة، مثل دعاء معين؟ وجزاكم الله خيراً.
¤ الـــرد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الخجل يؤثر على قدرة الفرد في تفاعله مع الآخرين، ويؤدي به إلى العجز عن المشاركة بصورة مناسبة في المواقف الإجتماعية.
والشخص الخجول يفتقر إلى المهارات الإجتماعية، ولا يعرف كيف يتصرف في مواقف محددة، لديه تقدير ذات منخفض، ويخاف من التقويم السلبي.
وللتغلب على المشكلة من المهم فهمها جيداً، وغالباً ما يحافظ عليها أفكار وإعتقادات خاطئة، مثل تفكيره بأن الآخرين يقيمونه تقييماً سالباً، مما يدفعه لتحقير ولوم للذات.
وأشعريه بأن الخجل لا يصف كل شخصيته، وإنما يصف جانباً من جوانب سلوكه، وإذا كان لديه جانب سلبي فإن لديه الكثير من الإيجابيات.
ينبغي أن تبذل جهداً لإيقاف التفكير السلبي ومهاجمة الأفكار الخاطئة ودحضها، ويستبدل ذلك بأفكار إيجابية، سواء حول نفسه أو الآخرين.
وتشجع على مواجهة المواقف الإجتماعية بدلاً من تجنبها، فالتجنب يجعل المشكلة أكثر صعوبة، وواجهها تدريجياً بدءاً بأقلها إثارة للخوف، وإستعد بأن يكون لديك شيء تقوله في تلك المواقف ولو كان بسيطاً، والبداية قد تكون صعبة، لكن إذا واصلت على ذلك فسوف تجد نتائج إيجابية، عليك أن ترسم لنفسك أهدافا واقعية، وأن تسلك لتحقيقها بثقة ومرونة.
والدين الإسلامي دين شامل فيه ما يفيد في التغلب على الكثير من الشدائد والإضطرابات التي تصيب الفرد، قال الله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء: ٨٢] فالإيمان بالله هو أساس الاطمئنان النفسي، والوقاية من كل المشكلات والإضطرابات التي تصيب الإنسان.
وديننا يدعو الإنسان أن يكون إيجابياً في علاقاته مع نفسه ومع الآخرين، وقد حث على كثير من الآداب والسلوكيات التي تزيد الروابط الإجتماعية بين الأفراد، ومن خلالها ينمي الفرد كثيراً من المهارات الإجتماعية، وتؤدي إلى التفاعل الإجتماعي، وبالتالي وقاية الإنسان من أي صورة من صور العزلة، والصلاة صلة بين العبد وربه، تبعث في نفس الإنسان الهدوء والطمأنينة، وتخلصه من الشعور بالذنب، وتقضي على الخوف، والقلق الذي لديه.
وقراءة القرآن تحقق هدوء النفس، وتبعث السكينة في النفس، وتزيد معنوية الفرد، فتزول الأوهام والأمراض، فعليك أخي بتلاوة القرآن، والتركيز على بعض الآيات والسور، مثل فاتحة الكتاب، وأواخر سورة البقرة، وآية الكرسي، وسورة الإخلاص، والمعوذتين.
وتوجه إلى الدعاء، والإلحاح فيه، ففيه شفاء للنفس من الهم، والغم، والأرق، والفزع، والكرب، وهو عدو البلاء، وسلاح المؤمن، ومن الأدعية: دعاء الهم والحزن، ودعاء الأرق والفزع.
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز، والكسل، والبخل، والجبن، وضلع الدين وغلبة الرجال.
اللهم آت نفسي تقواها، زكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.
وتوكل على الحي الذي لا يموت...
المصدر: موقع رسالة الإسلام.